الحســـــــــــــــــــــــــــــن الثـــــــــــــــــــــــــــــاني
هو الحسن بن محمد بن يوسف بن الحسن، الملك السابع عشر من الملوك العلويين وأشهرهم على الإطلاق. قاد البلاد في عهد الحماية مستشارا مقربا من والده محمد الخامس، ثم وليا للعهد وملكا بعد انتزاع الاستقلال سنة 1956، فكان بحق مشيد المغرب الحديث وواضع أسسه ودعائمه.
ولد الحسن الثاني في 9 يوليوز 1929 بعد ثلاث سنوات من تولي والده الملك في عهد الحماية الفرنسية والإسبانية. تلقى تعليمه في المدرسة المولوية التابعة للقصر على يد علماء وأساتذة فضلاء سهروا على أن يحصل على تعليم متكامل مزج بين الأصالة من خلال تلقينه القرآن والعلوم الإسلامية، والمعاصرة حيث درس اللغات والعلوم البحثة. وفي سنة 1947 حصل على شهادة الباكالوريا بامتياز ثم قرر دراسة القانون متنقلا بين جامعات المغرب وفرنسا، إلى أن حصل على دبلوم الدراسات العليا في القانون العام من جامعة بوردو سنة 1951.
وخلال فترة المنفى التي قضاها والده وباقي أفراد الأسرة الملكية في المنفى من 20 غشت 1953 إلى 16 نونبر 1955، كان الحسن الثاني حلقة الوصل التي تصل الملك الشرعي بالشعب المغربي وكذا بالعالم الخارجي خصوصا فرنسا والقاهرة، حيث كان يتولى الإشراف على تحرير مراسلات والده وترجمتها ومؤازرة والده في جميع المناسبات، بفضل ذكائه وتمكنه وقوة شخصيته. وقد لعب دورا هاما في المفاوضات التي عجلت بعودة والده من المنفى، وفي مفاوضات الاستقلال التي جرت سنة 1956.
وعين الأمير الحسن رئيسا لأركان الجيش الملكي بقرار من والده سنة 1956، ثم أصبح قائدا عاما للجيش ووليا للعهد سنة 1957. وقد باشر ولي العهد الشاب مهامه باسترجاع طرفاية سنة 1958 كما ساهم مع والده في بناء القوات المسلحة الملكية وقوات الأمن.
وفي 3 مارس 1961، نصب الحسن الثاني ملكا على البلاد بعد وفاة والده محمد الخامس على إثر عملية جراحية. ومباشرة بعد توليه سدة الحكم، طلب من الشعب التصويت في استفتاء عام، على أول دستور للمغرب غدت بموجبه المملكة المغربية مملكة دستورية ديمقراطية اجتماعية، لا مكان فيها لمبدأ الحزب الواحد.
وقد شهدت فترة حكم الحسن الثاني للمغرب العديد من الإنجازات كاسترجاع إقليم سيدي إيفني سنة 1969 وتنظيم المسيرة الخضراء سنة 1975 التي قادت إلى استرجاع الأقاليم الجنوبية من قبضة الاحتلال الإسباني، ليدخل المغرب مباشرة بعدها في نزاع مع جبهة البوليساريو الانفصالية لا يزال قائما إلى الآن. كما استطاع المغرب أن يطور بعض الصناعات الاستخراجية كالفوسفات والصناعة التعدينية، فضلا عن توجيه العناية إلى استغلال المؤهلات الطبيعية التي تزخر بها البلاد من الناحية الفلاحية، حيث شرع تطبيق سياسة تشييد السدود واستصلاح الأراضي الصحراوية وتحديث أسطول الصيد البحري ... بالإضافة إلى توسيع الشبكة الطرقية والسككية وتطوير أسطول النقل الجوي والبحري وغيرها من المنجزات التي شملت مختلف مظاهر الحياة اليومية للمغاربة.
من جهة أخرى، كان الحسن الثاني شديد الاهتمام بالقضايا الإسلامية والعربية، وكان انفتاحه على مختلف الزعماء الدوليين وحنكته السياسية والدبلوماسية، يدفع الكل إلى طلب نصحه ومشورته في أكثر القضايا حساسية. هكذا نجده ترأس لجنة القدس المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي منذ 1979، كما ترأس قمتي 1984 و1994 استضافتهما مدينة الدار البيضاء، وعددا من القمم العربية منها قمتان طارئتان انعقدتا سنتي 1985 و1989.
وساهم المغرب بقوة عسكرية في حرب الجولان سنة 1973 وشارك بتجريدة آلية في القوات الدولية إبان حرب الخليج الثانية، إضافة إلى مشاركة عناصر من القوات المسلحة الملكية في عدد من مهام منظمة الأمم المتحدة لحفظ السلام كما كان الحال في كوسوفو وهايتي وغيرهما.
كما ترأس القمة التأسيسية لاتحاد المغرب العربي والتوقيع على اتفاقية " الغات" التي أذنت بميلاد منظمة التجارة العالمية، وكان ذلك في مدينة مراكش سنة 1989 و1994 على التوالي، إضافة إلى العديد من التظاهرات العالمية الكبيرة التي استضافها المغرب على مدى حكم الملك الفذ.
وقد توفي الحسن الثاني يوم الجمعة 23 يوليوز 1999، بعيد أيام من مشاركته في احتفالات فرنسا بعيدها الوطني، على إثر نوبة قلبية حادة، ودفن في الرباط يوم 25 يوليوز، بعد أن حضرمراسيم تشييع جنازته حوالي 60 قائدا من الملوك والرؤساء وأزيد من مليوني مغربي.
تاريخ الميلاد: 09/07/1929
تاريخ الوفاة: 23/07/1999