MH_Routy |
# 1 / 7:26 PM,توقيت المشاركة : الأربعاء, 2008-12-31 |
المشرف العام للمنتديات نائب المدير العام
Group: Administrators
عدد المشاركات: 457
الحالة: غير متصل |
أبو بكر الرازي هو أبو بكر محمد بن زكرياء الرازي، علامة عصره وفريد زمانه. عالم موسوعي اطّلع على مختلف فروع المعرفة وكان له فيها فصل الخطاب. كتب في الطب والفلسفة والكيمياء والرياضيات والأدب وغيرها من ألوان العلوم والفنون، وشكلت كتبه ومؤلفاته العديدة مراجع أساسية اعتمد عليها الدارسون في أبحاثهم وظلت تدرس في أعرق الجامعات الأوروبية على مدى قرون. ولد أبو بكر الرازي بالريّ قرب مدينة طهران سنة 250هـ/864م، وقد شغف بالعلم منذ نعومة أظفاره، وانكب دارسا للموسيقى والرياضيات والفلسفة في الفترة الأولى من رحلته العلمية قبل أن يختار التفرغ إلى الطب والكيمياء، حيث سيسطع نجمه عاليا. وكان شديد الحرص على القراءة محبا للكتابة. وفي سن الأربعين، غدا الرازي أشهر الأطباء في زمانه، فاختاره الخليفة العباسي المقتدر بالله جعفر بن المعتضد ليشرف على بناء مستشفى العاصمة ويتولى إدارته. وقد كانت للرازي طرق مبتكرة في تشخيص الأمراض والمداواة والعلاج. كان يجعل في استقبال المرضى الأطباء المبتدئين الذين يقومون بفحص المريض وتشخيص المرض والعلاج المناسب. وإذا ما عجزوا عن ذلك، أحالوا المريض إلى شيخهم الذي كان ينظم حلقا علمية لفائدة المتفوقين من طلبته في مكان خاص داخل المستشفى حيث يلقنهم طرق التعامل مع الأمراض المختلفة ويشاركهم في إنجاز بعض التجارب، وكان أحرص ما يكون أن يتعلم طلبته تشريح جسم الإنسان. من أجل ذلك، كان يأتي بالقرود من بلاد زنجبار(تنزانيا) ويجري عليه التجارب بحضورهم، فإذا نجحت التجربة على الحيوان طبقها على الإنسان. كما كان الرازي شديد الإعجاب بمعلمه ابن حيان، فقرأ كتبه كلها وأجرى العديد من التجارب الكيمائية التي استقاها منها، بغية العثور على عقاقير وطرق علاج جديدة. هكذا استطاع أبو بكر الرازي أن يصنع خيوط الجراحة الداخلية من أمعاء بعض الحيوانات وحضر مراهم الزئبق وقدم شرحا مفصلا لأمراض الأطفال والنساء وجراحة العيون. كما كان للرازي قصب السبق في اعتماد طرق نفسية لعلاج المرضى، حيث كان يأتي بالقصاصين إلى المستشفى ليرفهوا على المرضى ويرفعوا معنوياتهم. وكان يدعو إلى وجوب البحث عن العلاج في الدواء المفرد (الغذاء) قبل اللجوء إلى الدواء المركب. كما اشتهر في مجال الطب السريري حيث اكتشف مرض الحساسية وكذا (اليرقان) الناجم عن تكسر الدم، وميَّز بينه وبين التهاب الكبد المعدي، كما اكتشف أيضًا مرض الحصبة وميَّز بينه وبين مرض الجدري. أما مؤلفاته، فقد جاوزت المائتين وتوزعت ما بين الطب والطبيعيات والكيمياء والفلسفة. ففي مجال الطب كتب الرازي: الحاوي في علوم التداوي؛ المنصوري في التشريح؛ رسالة الجدري والحصبة؛ أخلاق الطبيب؛ علل المفاصل والنقرس وعرق النسا... وكانت له عدة آراء في مجال الطبيعيات، يبقى أهمها نقضه لنظرية الإبصار القائلة بأن الإبصار يحدث نتيجة صدور شعاع ضوئي من العين نحو الأجسام المرئية وتقريره بالعكس. وأبرز مصنفات الرازي في الطبيعيات: شروط النظر؛ علة جذب حجر المغناطيس للحديد؛ سبب تحرك الفلك على استدارة... وفي الكيمياء، كتب الرازي حول علاقة الطب بالكيمياء ووصف المواد والأدوات التي تستعمل في إنجاز التجارب وصفا دقيقا. ومن أشهر ما دون نذكر: نكت الرموز؛ شرق الصناعة؛ الرد على الكندي في رده على الصناعة... كما كان للشيخ الطبيب مؤلفات في الفلسفة أهمها: المدخل إلى المنطق؛ المدخل البرهاني؛ الانتقام والتحرير على المعتزلة... وقد توفي الرازي عن عمر ناهز 61 عاما سنة 311هـ / 923م مخلفا وراءه تراثا علميا كبيرا، ترجم معظمه إلى لغات العالم المختلفة وطبع لمرات عديدة. وتكريما لهذا الطبيب الموسوعي الفذ، لا تزال جامعة بريكستون الإنجليزية تحتفظ بكتبه في قاعة من أفخم قاعاتها أطلقت عليها اسم: "مركز الرازي الطبي". تاريخ الميلاد: 864 تاريخ الوفاة: 923 [/
مع تحيات المشرف العام للمنتديات MH_Routy  |
|
| |