هو أحد شعراء الأندلس البارزين الذين أثروا على المشهد الشعري العربي إبان حقبة الطوائف. تميزت قصائد ابن زيدون بجمال الأسلوب و اللون الموسيقي الرقيق، وكانت ديوانا لمختلف فصول حياته العاطفية والسياسية.

هو أحمد بن زيدون المخزومي الأندلسي. أبصر النور في قرطبة سنة 1003م في بيت علم وأدب ووجاهة. عاش اليتم وهو ابن إحدى عشرة سنة لما توفي أبوه أحد أغنى قضاة قرطبة وأغزرهم علما، فكفله جده الذي حرص على أن يحصل علوم عصره، فدرس الفقه والتفسير والحديث والمنطق، إضافة إلى اللغة والأدب والتاريخ وكان مجيدا مجتهدا.

وقد عاصر ابن زيدون أزمات سياسية مختلفة أهمها مقتل حاكم الأندلس الحكم بن عبد الرحمان مسموما، وما تلا ذلك من تناحر واقتتال حول الحُكم و فتنة انتهت بمقتل آخر الحكام الأمويين وتفتت الأندلس إلى دويلات متناحرة عرفت باسم الطوائف.
لكن، وعلى الرغم من هذه الأحداث كان النشاط الأدبي للأندلسيين في أوجه، وفي مقدمتهم، ابن زيدون الذي كان يحرص على مخالطة الأمراء وإتيان مجالسهم. واشتهرت قرطبة آنذاك بمدينة اللهو والطرب.. والأدب.

وقد استغل ابن زيدون علمه وجاه البيت الذي ينحدر منه ليحصل على بعض المكاسب السياسية. فقربه" أبو حزم بن جهور" وعينه سفيرا بين الملوك في دولته. لكن حقد بعض المنافسين دفعت بابن جهور إلى أن يزج بصاحبنا في السجن. وبعد أن لم تجد قصائد الاستعطاف التي أنشدها طريقا إلى أذني ساجنه، قام بالفرار من سجنه متجها إلى أشبيلية، قبل أن يقرر العودة إلى قرطبة حيث مكث مختبئا إلى أن أصدر أبو حزم أمره بالعفو عنه. فعاد ابن زيدون إلى مدحه ورثاه بعدما توفي. وقام أبو الوليد بن أبي حزم بن جهور بتعيين شاعرنا واليا على أهل الذمة، ثم وزيرا له.
وبعد حدوث الجفاء بينه وبين بني جهور، توجه ابن زيدون إلى فلنسية ثم إلى أشبيلية حيث سيحظى بمكانة خاصة عند حاكمها ابن عباد، الذي قلده عدة مهام أهمها: منصب "كاتب المملكة" إضافة إلى توليه الوزارة، فصار يعرف بلقب: ذي الوزارتين". وسيحافظ ابن زيدون على نفس المكانة في عهد المعتمد بن عباد، وكان من الذين أشاروا عليه بضم مدينة قرطبة إلى ملكه.

ومن بين أمهات الإنتاج الأدبي الخاص بابن زيدون نذكر: "الرسالة الهزلية" في الشعر، وهي مجموعة قصائد كتبها في ذم الوزير ابن عبدوس الذي كان سببا في التفريق بينه وبين ولادة بنت الخليفة المستكفي التي عشقها وسعى حثيثا إلى الزواج منها. و"الرسالة الجدية" في النثر التي كتبها خلال فترة سجنه، ويعتبرها النقاد من أروع ما كتب في النثر العربي على الإطلاق.
توفي ابن زيدون سنة 1070م جراء مرض ألم به أثناء مهمة كلفه بها المعتمد إلى أشبيلية، بقصد محاولة تهدئة الأوضاع ووأد الفتنة التي كانت تشتعل رؤوسها هناك.

تاريخ الميلاد: 1003

تاريخ الوفاة: 1070