يلقب بأبي الكيمياء. درس كتبه العلماء الأوربيون والعرب على السواء وشكلت قاعدة صلبة لقيام علم الكيمياء الحديث وما صحبه من تقدم على المستوى الصناعي مازال العالم يجني ثماره إلى اليوم.

هو أبو عبد الله جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي ولد في مدينة طوس (المعروفة اليوم بمدينة مشهد) في إقليم خراسان. وقبل مولده، هاجر والده حيان من اليمن إلى الكوفة في أواخر الحكم الأموي وبداية الحكم العباسي، وفيها احترف مهنة الصيدلة لمدة طويلة قبل أن يرسله بنو العباس إلى خراسان لحشد الناس تحت لوائهم، وهناك ولد جابر. وسرعان ما قتل حيان لما أحس الأمويون تعاظم خطر دعوته في خراسان، فاضطرت أسرة جابر إلى العودة إلى قبيلة الأزد في اليمن حيث ترعرع جابر وشب على التعلم والمعرفة. وحينما سيطر العباسيون على الحكم ، عاد جابر إلى الكوفة حيث بدأت رحلته العلمية الحقيقية.

هكذا كان جابر يواظب على حضور حلقات الإمام جعفر الصادق الذي نهله العلوم الشرعية واللغوية وكذا مبادئ الكيمياء. كما ذكر أنه كان اعتمد كثيرا على مصنفات خالد بن يزيد بن معاوية. ويعد جابر أول المنادين بأن التجربة أساس دراسة العلوم الطبيعية، فبنى كل نتائجه الكيميائية عليها وعلى الاستقراء العلمي، موليا ظهره لمنهج التأمل الذي كان سائدا في عصره والذي برهن هو عن عقمه وعدم جدوائيته. ويقول جابر عن منهجه:" يجب أن تعلم أننا نذكر في هذه الكتب خواص ما رأيناه فقط دون ما سمعناه أو قيل لنا أو قرأناه. بعد أن امتحناه وجربناه، فما صح أوردناه وما بطل رفضناه، ومما استخرجناه نحن أيضاً وقايسناه على هؤلاء القوم ( يقصد العلماء الذين سبقوه) ". وقد أخذ العلم عن ابن حيان العديد من جهابذة العلوم العرب من أمثال الرازي والفارابي وابن سينا وغيرهم.

ومن الإنجازات العلمية التي كان لجابر بن حيان قصب السبق فيها نذكر: - اكتشاف الصودا الكاوية NaOH- فصل الذهب عن الفضة- اكتشاف حمض النتريك، وحمض الكبريتيك وسماه "زيت الزاج" - اكتشاف سلفيد الزئبق وأكسيد الأرسين- اكتشاف قدرة الشب على تثبيت الألوان- تحضير طلاء يقي الثياب من البلل وآخر يقي الحديد من الصدإ. كما كانت له إضافات نوعية في تحسين طرق التقطير والترشيح والإذابة والصهر والبلورة وغيرها من العمليات المخبرية التي تعتبر الركائز التي يقوم عليها علم الكيمياء الحديث.

هذا ولم ينحصر جهد ابن حيان على الجانب التطبيقي فقط، بل امتد للتنظير والتأليف أيضا. ويقدر عدد الكتب التي ألفها "شيخ الإسلام في الكيمياء" بالمئات حسب ما أورده ابن النديم في "الفهرست". نذكر من بين هذه الكتب:
كتاب الرحمة: تناول فيه مسألة تحويل المعادن إلى ذهب؛ كتاب السموم ودفع مضارها: تطرق فيه بالتفصيل إلى أسماء السموم وأنواعها وطرق العلاج والوقاية منها؛ كتاب "استقصاءات المعلم"؛ كتاب "نهاية الإتقان"؛ "الكيمياء الجابرية: ضمنه أهم مكتشفاته؛ كتاب الموازين: يحتوي على 144 بابا يتطرق فيها إلى الأسس النظرية والفلسفية لعلم الكيمياء؛ كتاب المماثلة والمقابلة؛ كتاب الأحجار؛ كتاب إخراج ما في القوة إلى الفعل؛ كتاب الخواص الكبير...
وتوفي جابر ابن حيان عن عمر تجاوز السبعين بمدينة الكوفة وكان ذلك سنة 195 هـ/810م.

تاريخ الميلاد: 735

تاريخ الوفاة: 810