ابـــــــــــــــــــــن رشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد
هو أحد أشهر الفلاسفة المسلمين الذين اشتهروا بتعليقاتهم على فلسفة أرسطو. وقد لقيت طروحاته الفلسفية والدينية معارضة شديدة من قبل الفقهاء المسلمين، وتسببت في نفيه. ويعد ابن رشد الفيلسوف العربي الوحيد الذي أطلق اسمه على تيار فلسفي أوروبي مستقل يدعى "أفيرويزم" نسبة إلى منطوق اسمه عند الأوربيين " أفيروس". ويحسب لابن رشد أيضا باع كبير في الطب والرياضيات والفلك والعلوم الشرعية.
ولد محمد بن أحمد بن محمد بن رشد المكنى أبا الوليد في مدينة قرطبة بالأندلس سنة 520هـ/ 1126 م، في أسرة ذات جاه وثراء، حيث كان والده وجده يعملان قاضيين في قرطبة. ودرس ابن رشد القرآن والشعر والرياضيات منذ نعومة أظافره. وقد حرص والده على أن يتلقى تكوينا جيدا بعلوم الحديث والفقه، غير أن ذكاء أبي الوليد ونهمه المعرفي جعلاه فيما بعد يسعى في تحصيل الطب والفلك والفيزياء إلى جانب الفلسفة.
وفي عام 561هـ/ 1166 م ، قدمه ابن طفيل إلى الخليفة الموحدي أبي يعقوب المنصور الذي كلفه بشرح فلسفة أرسطو. وقد قاد شغف ابن رشد الشديد بالفلسفة إلى كتابة مؤلف ضخم ضم جردا لمختلف ترجمات كتب أرسطو وتعليقات ابن رشد عليها. ولما بلغ أربعا وأربعين سنة، عينه الخليفة قاضيا على أشبيلية، ثم على قرطبة مسقط رأسه سنتين من بعد. وفي عام 577هـ/1182م، استدعاه الخليفة أبو يعقوب المنصور إلى مراكش، عاصمة دولة الموحدين التي كانت تحكم المغرب الأقصى وإسبانيا وقتئذ، وعينه طبيبه الشخصي.
من جهة أخرى، لم يتوان ابن رشد عن التعبير صراحة عن آرائه فيما يخص علاقة الدين بالفلسفة. فهو يرى أن الحقيقة لا يمكن أن تناقض نفسها وأن الفلسفة هي أفضل وسيلة لبلوغها. كما يعتقد أن الفلسفة لا تناقض القرآن، حيث إن القرآن يحتوي نصه على تعابير مجازية وتشبيهات يعجز عامة الناس عن فهمها الفهم الصحيح، وأن الأشخاص المؤهلين لفهم المعاني المضمرة لآيات القرآن الكريم، هم فقط المتمكنون من الفلسفة.
ويبقى "تهافت التهافت" أكثر كتب ابن رشد جدلاً. وهو كتاب يدافع فيه عن فلسفة أرسطو، ردا على كتاب الغزالي "تهافت الفلاسفة" الذي يقول فيه بأن فلسفة أرسطو، حسب ما أورده ابن سيناء، متناقضة وتحتوي على العديد من الأفكار التي تخالف تعاليم الإسلام.
وقد ترك ابن رشد إلى جانب نتاجه الفلسفي، العديد من الكتب المهمة في ميادين معرفية أخرى كالطب والفلك والفقه مثل: "الكليات في الطب" و"حركة الفلك" و"بداية المجتهد ونهاية المقتصد" وغيرها.
وجدير بالذكر أن أفكار ابن رشد لم تكن تلقى قبولا لدى العلماء حيث كانوا يتهمونه بمحاولة نشر معتقدات بائدة باطلة. وهكذا، تعرض للنفي بأمر من الخليفة أبي يعقوب المنصور سنة 593هـ/ 1197م إلى بلدة صغيرة تدعى لوسينا، التي كان معظم سكانها من اليهود، قبل أن يعود ويعفو عنه ليرجع إلى مراكش.
توفي ابن رشد بعيد عودته من المنفى سنة 594هـ/ 1198م بمراكش.
تاريخ الميلاد: 1126
تاريخ الوفاة: 1198