ابن المقفع
ابن المقفع (106 - 142هـ / 724- 759 م)

ولد عبد الله بن المقفع، روزبه قبل إسلامه، في منطقة جور في فارس سنة 724 للميلاد. ولقب أبوه بالمقفع لتقفع يديه بعد تنكيل الحجَّاج بن يوسف الثقفي به بتهمة اختلاس أموال الدولة.
وقد انطلق ابن المقفع إلى دراسة اللغة العربية، التي أخذها من كتب الأدباء العرب وبرع فيها أيما براعة، حتى صار رائدا من رواد النثر العربي. كما كان له إلمام كبير باللغة الهندية واليونانية اللتين ترجم منهما كتبا عديدة إلى العربية، أهمها أنالوطيقا- تحليل القياس- وكتاب كليلة ودمنة الممتع الذي قام بترجمته من الهندية إلى العربية و ما زال يطبع إلى اليوم.

هذا ولم يسلم ابن المقفع من ألسن الحاقدين وأقلامهم حيث اتهم بأنه لم يترك دين آبائه، وأن إسلامه كان مكذوبا سعى من ورائه فقط إلى حفظ دمه والتقرب من العباسيين. بيد أن هذه الأقاويل تفندها الكثير من القصص التي رواها بعض من عاشروه والذين شهدوا له بالكرم والنبل والمروءة، فضلا عن كتاباته التي تدور في كثير من الأحيان حول مفاهيم الفضيلة والوفاء والتآزر... ومن بين أشهر هذه القصص ما ورد عنه أنه لما توفي الملك مروان بن محمد الأموي، اختفى كاتب هذا الأخير عبد الحميد فعُثر عليه عند صديقه ابن المقفع. ولما سئلا : أيكما عبد الحميد؟ أجاب كلاهما: "أنا هو". وكان ذلك دليلا على وفاء صاحبنا لصاحبه وتقديس رابطة الصداقة. وقد سئل ابن المقفع:" من أدبك"؟ فقال: "نفسي. إذا رأيت حسنا أتيته وإن رأيت قبيحا أبيته"

ومات عبد الله بن المقفع مقتولا ولم يتجاوز السادسة والثلاثين من العمر. ويحكى أن سبب موته يعود إلى مبالغته في صياغة كتاب الأمان الذي وضعه ليوقعه أبو جعفر المنصور، أمانا لعبد الله بن علي عم المنصور. وقد ورد فيه:" إذا أخل المنصور بأحد شروط الأمان كانت "نساؤه طوالق وكان الناس في حل من بيعته". وهو الأمر الذي لم يرضه المنصور فطلب من سفيان بن معاوية أن يصفيه.

ومن أبرز المؤلفات التي خلفها ابن المقفع للدارسين من ورائه، زيادة عن الكتابين اللذين سبق ذكرهما أعلاه، نجد: الذرة الثمينة والجوهرة المكنونة؛ مزدك؛ باري ترمينياس؛ أيين نامة ـ في عادات الفرس؛ التاج ـ في سيرة أنو شروان؛ أيساغوجي ـ المدخل؛ الأدب الصغير؛ رسالة الصحابة.

تاريخ الميلاد: 724

تاريخ الوفاة: 759