Welcome to MsArAe السبت, 2025-07-19, 7:56 PM
Main | Registration | Login Welcome Guest | RSS
[New messages · Members · Forum rules · Search · RSS ]
  • Page 1 of 1
  • 1
شخصيات هامــــــــــــــــــه فى تاريخ الأدب العربـــــى _1
MH_Routy # 1 / 6:54 PM,توقيت المشاركة  : الأربعاء, 2008-12-31 
المشرف العام للمنتديات نائب المدير العام
Group: Administrators
عدد المشاركات: 457
 
Reputation: 0 ±
الحالة: غير متصل

محمد شكري

ولد محمد شكري في الخامس عشر من شهر يوليو/ تموز عام 1935 بقرية بني شيكر الواقعة في سلسلة جبال الريف بإقليم الناظور؛ نشأ في أسرة ينخرها الفقر مما سيجبرها على الهجرة إلى عروس الشمال، مدينة طنجة، بحثاً عن الخبز وحياة أفضل. اصطدمت العائلة في طنجة بواقع لا يقل مرارة عن عالم الجوع والحرمان الذي عانته بقرية بني شيكر. ذاق محمد شكري ألواناً وضروباً من المعاناة الشاقة في طفولته اضطرته إلى العمل نادلاً في المقاهي وبعدها حمالا في السوق الداخلي بطنجة ثم بائعاً للجرائد والسجائر المهربة لينتهي ماسحاً للأحذية، قبل أن يقوده القدر إلى مقاعد الدراسة عن سن ناهز العشرين.

ولمحمد شكري قصة طريفة مع المدرسة بدأت في سن العشرين عندما كان كثير التردد على إحدى المقاهي بالشارع الرئيسي لمدينة طنجة؛ حيث كان يلاحظ باهتمام بالغ الاحترام الكبير الذي كان الناس يكنونه لشخص يتخذ من زاوية بالمقهى مكاناً يعكف فيه على القراءة والمطالعة. سأل شكري عن مهنة هذا الشخص فأجابوه بأنه كاتب، فقرر بذلك خوض غمار حرب ضروس ضد الجهل إن كانت الكتابة ستوفر له توقيراً واحتراماً شبيها بالذي يخصصه الناس لكاتب مثل حسن العشاب بمقهى مانيلا. فاتح محمد شكري هذا الكاتب في الموضوع فبعثه إلى زميل له يعمل بمدينة العرائش مديراً لمدرسة ابتدائية طالباً منه تسجيله مع تلاميذ التربية النظامية عله يحارب براثن الأمية.

لم يكتفي محمد شكري بمحاربة الأمية فقط، بل تعداه ليصبح أستاذاً للغة العربية بإحدى المدارس الابتدائية بمدينة طنجة سنة 1960، لكن سرعان ما غادر سلك الوظيفة العمومية بتقاعد نسبي ليجد الوقت الكافي لولوج عالم الكتابة الأدبية من بابه الواسع. كانت قصة 'العنف على الشاطئ' أول ما نُشر لمحمد شكري وذلك في مجلة الآداب اللبنانية عام 1966 وبعدها قصة قصيرة تحمل عنوان 'حديقة عار'. كتب محمد شكري سنة 1973 سيرة ذاتية عنونها بـ 'الخبز الحافي' قدم فيها "مشاهد لاأخلاقية للوصول إلى ما هو أخلاقي"، غير أنها مُنعت لاحقاً من النشر باللغة العربية لأزيد من سبعة عشر سنة (من 1983 إلى 2000) لكون محمد شكري كان كاتباً 'يثقب القشرة ليرتاد الشرنقة' ولا يستحي أن يسمي الأمور بمسمياتها.

ارتبطت شهرة محمد شكري بالكاتب الأمريكي بول بولز الذي طاب له المقام بمدينة طنجة زهاء نصف قرن من الزمن، وقد ترجم لشكري أربعة كتب إلى اللغة الإنجليزية كان أولها 'الخبز الحافي'. وأهم ما يميز أعمال محمد شكري اهتمامه بالمشاكل اليومية التي تعيشها الطبقة الهامشية أو 'العالم السفلي والليليون' كما يحلو لشكري تسميته؛ فمعظم كتاباته تكشف النقاب ظاهرياً وباطنياً عن ظواهر اجتماعية تتحاشى الدوائر الرسمية بل وعامة الناس وخاصتهم تسليط الضوء عليها كالدعارة والتعاطي للخمر والمخدرات وحياة المجون.

من أهم أعمال محمد شكري بعد 'الخبز الحافي' نجد الجزء الثاني من سيرته الذاتية 'زمن الأخطاء' (1992)، والجزء الثالث 'وجوه' (1996) ثم 'الخيمة' (1985) والمجموعة القصصية 'مجنون الورد' (1993)، 'بول بولز وعزلة طنجة' (1997)، 'جون جنيه وتينيسي وليامز في طنجة' (1992) 'غواية الشحرور الأبيض' (1998)، 'السوق الداخلي' (1985) وأخيراً عمل مسرحي غاية في الروعة يحمل عنوان 'السعادة' (1994).

بعد صراع مرير مع سرطان لم ينفع معه علاج، نام محمد شكري بملء جفونه بالمستشفى العسكري بالعاصمة الرباط في الخامس عشر من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2003 ليوارى الثراء بعد يومين من وفاته بمقبرة مرشان بطنجة. هكذا غادرنا كاتب وروائي من طينة قل نظيرها ساهم في الرفع من قيمة أسهم الكتابة المغربية في سوق الممتلكات الفكرية والأدبية الراقية. مات شكري وستبقى كلماته العارية مكْسِيَّةٌ في أذهان قرائه!

تاريخ الميلاد: 15/07/1935

تاريخ الوفاة: 15/11/2003



مع تحيات المشرف العام للمنتديات
MH_Routy

 
  • Page 1 of 1
  • 1
Search:


Copyright MsArAe © 2025