لندن: «الشرق الأوسط»
اشارت دراسة جديدة الى ان ذر قليل من الملح على اللسان يقتل الرغبة في تناول الشوكولاتة من خلال تثبيط ومعاكسة هرمون الادمان. و يرى الاطباء أنه يمكن استخدام هذا الاسلوب في معالجة حالات نهم اكل الشوكولاتة.
ويعاني البعض من نهم شديد إلى الحلوى والشوكولاتة بالذات ويفقدون السيطرة على أنفسهم رغم معاناتهم من السكري أو البدانة المفرطة وغيرها من الأمراض. ويميل الباحثون حاليا لتفسير ظاهرة الاقبال على الشوكولاتة على أساس الادمان كما هو الحال مع الكحول والمخدرات. وبعد تشخيص الادمان على الانترنت كمرض معاصر يرتبط بمجتمع المعلوماتية يقول الأطباء أن نسبة عالية من النساء والرجال يعانون من فقدان السيطرة على النفس، وهي حالة أولية تقود إلى الإدمان وينطبق الامر ذاته على الشوكولاتة. وهذا ليس كل شيء لأن هواة الشوكولاتة يكافئون أنفسهم بالشوكولاته حينما ينجزون عملا مهما بنجاح.
و نشرت دراسة حول هذا الموضوع وشملت استفتاء بين 1061 امرأة ورجلا تراوحت أعمارهم بين عشرين و ستين سنة بغض النظر عن ميولهم وأوزانهم. وتبين من الدراسة أن 23% من النساء و9% من الرجال يتناولون كافة أنواع الشوكولاتة، للسلوان وتعبيرا عن الرضى عن النفس. وربما أن لذلك علاقة بدراسات وابحاث متعددة سابقة تحدثت عن دور الشوكولاتة في تغليب مشاعر السعادة والانشراح. ويعتقد الأطباء أن مقاومة الشوكولاتة تعبر عن قوة الارادة حيث اعترفت 40% من النساء بأنهن يتمتعن بمقاومة ضد أكل الشوكولاتة. ولا يبدو أن للرجال مناعة أكبر لأن ضبط النفس أمام الشوكولاتة لا يشمل سوى 8% منهم.
ويرى الخبراء أن مسبب الإدمان على الشوكولاتة هو نوع من الأحماض الأمينية الموجودة في الكاكاو الذي يتحول إلى سيروتونين في الدماغ. ومعروف أن هرمون السيروتونين هو هرمون السعادة الذي يثير مشاعر البهجة والانشراح عند الانسان. وعلاوة على هذا التأثير فقد تحدثت العديد من الدراسات الحديثة عن دور الشوكولاتة الداكنة في وقاية القلب وفي تحسين عملية الاستقلاب وحتى في تخفيف نوبات السعال.
وعلق خبير التغذية والصحة البروفيسور يواخيم فيستينهوفر من المانيا على الدراسة بالقول إن الاكتفاء بلوحي شوكولاتة في الاسبوع يجنب الإنسان الأمراض كما لا يستدعي الإقبال عليها حد الإدمان. ودعا فيستينهوفر فاقدي «المكابح» أمام طريق الشوكولاتة باللجوء إلى استراتيجية عامة تجنبهم ذلك. والاستراتيجية المذكورة بسيطة جدا وتقضي بوضع شيء من الملح على اللسان في حالة الشعور برغبة لا تقاوم في تناول الشوكولاتة. وذكر فيستينهوفر أن هذه الاستراتيجية مجربة وناجحة وغير مكلفة.
واستشهد الباحث بدراسة اسبانية حول الشوكولاتة أعطت تفسيرا علميا لظاهرة تشابه إدمان الشوكولاتة والكحول. وتكشف الدراسة التي نشرت في مدريد اخيرا ان أحد مكونات الكاكاو المسمى THBCs قادر على تحفيز فرز السيروتونين في الدماغ. ويقول الباحثون الاسبان ان مثل هذه المادة موجودة في الكحول أيضا وتسبب فرز السيروتونين أيضا، وهذا هو العامل المشترك بين الاثنين.
والمشكلة هي أنها موجودة في العديد من المواد الغذائية الأخرى مثل الفواكه لكنها لا تسبب الإدمان. وهذا يعني أن تناولها بكميات كبيرة جدا فقط يمكن أن يحولها إلى مادة إدمان، وهو ما يحصل مع الأفراد الذين يفرطون في تناول الشوكولاتة. وهذا يعني أيضا تعذر استخدام الشوكولاتة كمادة رادعة للاكثار من شرب الكحول. إذ ثبت من دراسة قديمة أن الفئران المختبرية المدمنة على الكحول تعاطت كحولا اقل حينما منحت الشوكولاتة قبل منحها الكحول. ولكن إذا كانت الشوكولاتة تتحول إلى ادمان فإن هذا لا يعني سوى تقليل خطر ادمان الكحول على حساب إصابة المريض بإدمان على الشوكولاتة
. 
