كم نحتاج من النوم:
قد تكون الإجابة عن هذا السؤال مستحيلة كما ترى دائرة المعارف البريطانية،لكننا نعلم أن هناك فوارق بين الناس في مدة النوم التي يحتاجونها،فمعظم البالعين ينامون من 6_9 ساعات في اليوم،أما المولودين حديثاً من الرضع فينامون حوالي 16 ساعة،وتنخفض هذه المدة مع نهاية السنة الأولى،ومع نهاية السنة الثانية فإن مدة النوم تصبح من 9_12 ساعة،وتنخفض عند الشيوخ لتصل إلى 6 ساعات فقط.
وذكر بعض الباحثين أننا نمر كل 27 أو 28 يوماً بيومين أو ثلاثة تقل حاجتنا إلى النوم فيها،ويبدو أن ذلك له علاقة بدورة القمر حيث تقل حاجة الإنسان إلى النوم في الليالي التي يكون القمر فيها بدراً.
كما تختلف حاجة الإنسان إلى النوم من وقت لآخر،فالبدن يحتاج إلى نوم أطول بعد القيام بأعمال جسدية شاقة أو أعمال ذهنية كبيرة،وفي حالة الاكتئاب،وتقل الحاجة إلى النوم عندما يكون الإنسان سعيداً هانئاً لا يشغل باله شيء،أو وهو منغمس في أعمال يستمتع بها.
الحرمان من النوم
النوم حاجة ضرورية حيوية لكل من الإنسان والحيوان،وتدل تجارب أجريت على الكلاب،أن الحيوان لا يمكن أن يعيش بلا نوم،فقد أعطيت مجموعة كاملة من الكلاب غذائها بالكامل وحرمت من النوم،في حين حرمت مجموعة أخرى من الغذاء وتركت لتنام،فماتت الكلاب التي حرمت من النوم بعد خمسة أيام،أما الكلاب التي حرمت من الغذاء وتركت لتنام فقد قاومت الجوع أكثر من 20 يوماً.
ويؤكد العالم ديكسون أن الحرمان من النوم يقتل الإنسان بسرعة أكبر من الجوع،وأن الحرمان من النوم لفترة محدودة يؤدي إلى التعب وفقد القدرة على التركيز واضطراب في المزاج ونظم القلب وتخطيط الدماغ،أما إذا تجاوزت فترة الحرمان أسبوعاً واحداً فقد يصاب الشخص بالهلاوس والهذيان،وقد ثبت أن معظم حوادث السيارات تقع في الوقت الذي ينبغي أن يكون فيه السائق في أعمق فترات النوم.
القيلولة:
عن أنس بن مالك أن النبي قال:"قيلوا فإن الشياطين لا تقيل".
وعن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي قال :"استعينوا بطعام السحر على الصيام وبقيلولة النهار على قيام الليل".
والقيلولة كما جاء في لسان العرب هينومة في منتصف النهار،والمقيل: الموضع،وقال الأزهري أن القيلولة والمقيل عند العرب الاستراحة نصف النهار وإن لم يكن معه نوم،وقال المناوي في فيض القدير: وعمل السلف والخلف على أن القيلولة مطلوبة لإعانتها على قيام الليل.
عن أنس أن النبي قال:"قيلوا فإن الشياطين لا تقيل"
وعن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي قال:"استعينوا بطعام السحر على صيام النهار وبقيلولة النهار على قيام الليل". [color=blue]والقيلولة،كما جاء في لسان العرب،هي
نومة نصف النهار،والمقيل:الموضع وقال الأزهري:القيلولة والمقيل عند العرب ،الإستراحة نصف النهار وإن لم يكن معه نوم،وقال المناوي في فيض القدير:وعمل السلف والخلف على أن القيلولة مطلوبة لإعانتها على قيام الليل[/color].
وقال الغزالي في الإحياء:"وإنما تطلب القيلولة لمن يقوم الليل ويسهر في الخير فإن فيها معونة على التهجد،كما أن السحور معونة على صيام النهار.
فالقيلولة من غير قيام الليل كالسحور من غير صيام النهار".
ويقول عالم النفس الفرنسي جورج دوفرو:قد تكون الراحة النهارية،بنوم او بغير نوم ضرورية للتكيف مع النشاط المبذول أثناء العمل،وتتماشى مع إيقاع دورة الأيام في اتعاقب بين مراحل الفعل والإنفعال التي نجدها في النوم.فالقيلولة ليست شذوذاً عن القاعدة،ويبدو أنها تلبي حاجة جسدية تنكرها علينا القيود الاجتماعية.
النوم كما تحدث عنه كتب الطب النبوي :
يقول العلامة ابن قيم الجوزية:"النوم حالة للبدن يتبعها غور الحرارة الغريزية والقوى إللا باطن البدن … وللنوم فائدتان جليلتان:إحداهما سكون الجوارح و راحتها مما يعرض لها من التعب،والثانية هضم الغذاء ونضج الأخلاط لأن الحرارة الغريزية تغور في وقت النوم إلى باطن البدن فتعين على ذلك أن يبرد ظاهره فيحتاج النائم إلى فضل وثار … وأنفع النوم أن ينام على الشق الأيمن ليستقر الطعام بهذه الهيئة في المعدة استقراراً حسناً،وكثرة النوم على الجانب الأيسر مضر بالقلب بسبب ميل الأعضاء إليه فتنصب إليه المواد.
وأردأ النوم على الظهر،ولا يضر الإستلقاء عليه للراحة من غير نوم،وأردأ منه أن ينام منبطحاً على وجهه .. والنوم في الشمس يثير الداء لبدفين،ونوم الإنسان بعضه في الشمس وبعضه في الظل رديء".
…"ومن تدبّر نومه ويقظته وحده أعدل نوم وانفعه للبدن،فإنه كان ينام أول الليل ويستيقظ في أول النصف الثاني،فيقوم ويستاك ويتوضأ ويصلي ما كتب الله له،فيأخذ البدن والأعضاء والقوى حظها من النوم والراحة ومن الرياضة مع وفور الأجر وهذا غاية صلاح القلب والبدن.ولم يكن يأخذ من النوم فوق القدر المحتاج إليه،ولا يمنع نفسه من القدر المحتاج إليه،فينام إذا دعته الحاجة إلى النوم على شقه الأيمن،ذكراً الله تعالى حتى تغلبه عيناه،غير ممتلئ البدن من الطعام والشراب،وكان له ضجاع من أدم حشوه ليف وكان يضطجع على الوسادة ويضع يده تحت خده".