أقدم لكم اليوم بحث حول النظارات الطبية لعل النظارات واحدة من اهم استعمالات الانسان المعاصر، لانها ذات جانبين أو بالاحرى تؤدي غرضين، احدهما كمالي والآخر يتعلق بصحة العين، أي انه حاجة يقررها الطبيب وتفرضها طبيعة العين نفسها.
وبسبب هذا الاستعمال الواسع والمتنوع فقد تعددت الانواع بدءاً من (الزجاج) أو العدسات وانتهاء بالاطار، مثلما تعددت مناشئها والوانها واحجامها وتصاميمها، وعلى هذا الاساس يمكن القول مع شيء من التحفظ بأن للاغنياء نظاراتهم كما للفقراء والحال نفسه بين الرجال والنساء، بل وبين الاعمار ذاتها.
ولكي نقف على هذا العامل المتداخل العريض ونسلط الضوء على ما هو (ضروري وغير ضروري)، متى ولماذا نضع النظارة أو لا نضعها كان لنا هذا اللقاء مع طبيب العيون الدكتور زيد نافع.
*هناك نصيحة عامة تفيد بأن سن الاربعين يقتضي مراجعة طبيب العيون… كيف تنظرون الى هذا القول؟
- في الاطار العام هذا الرأي صحيح اذا اراد الانسان الحفاظ على قوة نظره ولكن استعمال النظارة الطبية لا يتحدد بعمر معين اذ يمكن ان يبدأ مع الاطفال في سن 3-4 لمعالجة اخطاء الرؤية الانكسارية كما يمكن استعمالها في أي عمر وخاصة الاعمار المتقدمة وبصورة عامة فأن الحاجة هي التي تحدد وليس العمر.
*لوحة اختبار النظر… هل تعتقدون بأنها الصيغة العلمية الامثل لقياس درجة النظر بصورة دقيقة أم ان العالم توصل الى اجهزة اكثر حداثة؟
- تمثل لوحة قياس النظر الطريقة العلمية الصحيحة لقياس قوة النظر في كلتا العينين ومدى كون النظارة الطبية ملائمة لهما.
- توجد هناك اجهزة لقياس اخطاء الرؤية الانكسارية بصورة اليكترونية ولكن لا يمكن الاعتماد عليها تماماً، فلوحة قياس النظر وصندوق عدسات الاختيارات هي الطرق العلمية الصحيحة تماماً.
* شاعت ظاهرة النظارات الطبية التي تباع على ارصفة الشارع وهي تحمل (ارقاماً) ما مدى صحة هذه الارقام وهل هناك مخاطر من استعمال هذا النوع؟
- هذه النظارات هي نظارات تستعمل لتحسين الرؤية القريبة مثل القراءة والخياطة، التطريز واعمال البيت كتنظيف الرز ولا يمكن استخدام أية نظارة الا بعد اجراء فحص النظر وتكون نتيجة الفحص (درجة الرؤية) كاملة للنظر البعيد (6/6 في كلتا العينين)، وتحمل هذه النظارة درجة معينة حسب العمر ومدى حاجة الشخص للرؤية القريبة وهي مساعدة للشخص لقضاء اعماله ولا تسبب أية مخاطر للعينين.
* مادة هذه النظارات هل هي من الزجاج الطبي المسموح به عالمياً؟ أم انها من مادة اخرى قد لا تحمل المواصفات المطلوبة؟
- تصنع العدسات الطبية من الزجاج أو البلاستيك ويكون عادة البلاستيك من المواد الاخف وزناً من مادة الزجاج في حالات العدسات ذات الدرجات العالية، وفي كل الحالات فأن تحديد صلاحيتها أو ملاءمتها يجب ان يخضع لاشراف الطبيب الاختصاص.
* قانونياً هل يسمح ببيع مثل هذه النظارات فنحن نعرف بأن القوانين الصحية تمنع مثلاً الذبح في الهواء الطلق كما ان اللجان الصحية تشرف على الكثير من السلوكيات التي قد تضر بصحة المواطن ونحن نعتقد بأن النظارات ممكن ان تكون جزءاً منها؟
- لا تمثل هذه النظارة أي خطر على صحة المواطن، ولكن الصحيح هو بيعها في محلات العوينات الطبية المجازة تجنباً لأية اشكالات قد تعرض أو تؤذي العين.
* النظارات الشمسية هل هناك شروط ومواصفات معينة لاستعمالها؟
- النظارات الشمسية تقلل من تعرض العيون للحرارة وضوء الشمس الساطع وكذلك يمكن أن تقي من الغبار، ويمكن استعمالها من قبل جميع الاعمار وخاصة خلال فترة الصيف مع مراعاة (المناشئ) أي نوعية العدسات.
* هل كثرة استعمال النظارات الطبية تتسبب في اذى العين وما هو نوع الاذى؟
- ان استعمال النظارة الطبية هو وسيلة للحصول على قوة نظر افضل وصورة اوضح وقد يحتاج الشخص النظارة الطبية من وقت نهوضه صباحاً وحتى النوم وهي لا تسبب أي ضرر للعين.
* هناك نوع من النظارات يمكن ان نسميها بالمزدوجة أي انها حسب معلوماتنا (طبية- شمسية) هل يمكن ان تعوض عن تعدد النظارات وهل تنصحون باستعمالها؟
- يمكن للنظارة الطبية ان تكون عدساتها ملونة تتغير حسب التعرض للضوء وتسمى بـ(العدسات الملونة) ولا تسبب أي ضرر للعين بل هي وسيلة مساعدة للعين والرؤية الجيدة وتعمل على تقليل التعرض للضوء الساطع في الوقت نفسه فهي تعوض عن تعدد النظارات ولا مانع من استعمالها.
* هل مناشئ العدسات الطبية واحدة؟ وهل هناك منشأ عالمي يعد الافضل؟
- هناك عدة مناشئ للعدسات الطبية وكلها تؤدي الغرض نفسه وخاصة الزجاجية.
* هل هناك انواع من الزجاج يمكن ان تتسبب باحداث حساسية للعين أو أية امراض اخرى؟
- الزجاج مادة خاملة لا تسبب أي ضرر.
* البعض يتبادل النظارات الشمسية (في البيت الواحد) هل يؤدي ذلك الى نقل امراض معينة في مثل هذه الحالات؟
- يجب المحافظة على العوينات لانها حاجة شخصية لا يجب استخدامها من قبل الغير ويمكن المحافظة على نظافتها بغسلها دون ان يسبب ذلك أي ضرر للعدسات ولا ينصح في العادة تبادلها من شخص الى آخر.
ثم التقينا صاحب محل بيع العوينات الطبية والشمسية السيد علي سلمان، وهو من المحال البغدادية القديمة الذي كان يشغله والد السيد علي منذ خمسينات القرن الماضي.
* هل هناك اجازة تعطى من قبل وزارة الصحة على وفق شروط محددة؟
- نعم هناك اجازة تعطى من جهة رسمية لافتتاح مثل هذه المحال.
* هل يشترط بصاحب المحل التخصص ويحمل شهادة طبية؟
- نعم يجب ان يكون خريج المعهد التقني أو الكلية التقنية.
* كيف هو اقبال المواطنين على شراء النظارات؟
- الاقبال يكون عادة على الطبية اكثر وحسب احتياج الشخص.
* هل هناك مساوئ من شراء النظارات التي على الارصفة؟
- نعم هناك مساوئ كثيرة منها ان تكون غير مطابقة للمواصفات الطبية ودرجة النظر يمكن ان تكون بها مخطوءة.
* هل هناك مناشئ معينة للاستيراد؟
- توجد مناشئ جيدة نستورد منها ولا يمكن الاعتماد على شراء نظارات الارصفة لانها تكون رديئة بسبب عدم كفاءة الصنع والتي تؤثر على العين.
لابد ان نلاحظ هنا بأن (النظارة الشمسية) غالباً ما تحظى باهتمام استثنائي من قبل شريحة عمرية معينة يمكن حصرها بالمراهقة بين الجنسين لانها اصبحت جزءاً من مكملات (الشياكة) قبل ان تكون جزءاً من حاجة فعلية لمواجهة ضوء الشمس أو الاجواء المتربة، في حين تؤدي دورها (الصحي) لدى الاكبر عمراً، فهي تتعمل فقط عند اقتضاء الضرورة، وربما يعتقد المراهقون بأنها تكسب شخصيتهم قوة أو شيئاً من الغموض أو لانهم يقلدون هذا الفنان أو هذه الفنانة.
المصدر:الصوت الأخر ةجلة اسبوعية
