سواقٍ وطيور ومزارات سياحية .. استمتع أنت فى الفيوم
إذا أردت أن تترك همومك جانباً وزحام القاهرة على الجانب الآخر، فعليك بمتعة الاستمتاع والهدوء بالبحر العظيم فـ "أنت فى الفيوم" بين جمال وسحر من نوع خاص، وهنا لابد أن تقف حائراً بين شتى أنواع السياحة فيها "البيئية، السفارى، الثقافية والترفيهية".
لذلك كانت الفيوم مقصداً سياحياً جذاباً يتميز بانفراده "بالسواقى"، والتى تعتبر من أهم معالمها، ونظراً لدورها فى نشر الخضرة والزراعة فقد تم وضعها شعاراً لها؛ ولكن ليست السواقى وحدها، فهناك تاريخ أثرى تحمله الفيوم بين ربوعها منذ ما قبل عصر الأسرات، ومروراً بالأسرة الأولى والثانية والثالثة وانتهاءً بعصر الدولة الوسطى.
رحلتك للفيوم لا تستغرق من قلب محافظة الجيزة سوى 75 دقيقة، حيث تقع الفيوم على بعد 90 كم منها؛ الفيوم واحة طبيعية خضراء تقع فى الصحراء الغربية فى الجنوب الغربى من محافظة القاهرة، وتحاط بالصحراء من كل جانب.
وعندما تقترب من مدخل الفيوم تجد بحيرة قارون، والتى تعد ثالث أكبر البحيرات الطبيعية فى العالم، كما أنها من أقدم الآثار الطبيعية فى العالم .. المناخ المعتدل والنقاء البيئى لمحافظة الفيوم يجبرك على أن تمضى يوماً أو عدة أيام بالقرب من هذا الجمال الساحر، وهنا عليك بفندق "أوبرج الفيوم"، حيث الخدمة المتميزة وراحة البال.
فقط تقف عبر نوافذ غرفتك لتطل على الطبيعة الساحرة لتغمض عينيك فتنسى همومك وتعيش فى عالم آخر .. هادئ .. خلاب .. وطيور تداعبك من حين لآخر؛ وعلى الساحل الشمالى للبحيرة توجد آثار فرعونية ويونانية ورومانية تتمثل فى قصر الصاغة.
رحلة السفر التى لا تتعدى الساعة والربع، قد يتخللها إرهاق الطريق .. ولكن حدائق عين "السيليين" تستطيع أن تنسيك أى إرهاق أو مجهود خلال رحلتك، فهى منطقة خضراء تقع فى قلب دلتا الفيوم على مسافة 8 كم من مدينة الفيوم، يغمرها اللون الأخضر لوفرة الأشجار بها، وكأنك فى جنة الطبيعة والفاكهة، حيث تحتوى على حدائق الفاكهة والبساتين تحيط بالمدرجات من كل مكان؛ الوصول لـ "السيليين" ليس أمراً صعباً، فسيارات الأتوبيس والسرفيس تقف فى انتظارك لتوصلك مباشرة لها.
إذا كنت بصحبة أطفالك فتوفر لك "السيليين" ملاعب للأطفال ومراكز شباب، إلى جانب طواحين وهدارات المياه والحدائق .. ولأننا لا نسى هواية زوجتك الشرائية فنوفر لك أماكن للتسوق فيها تشمل معرضاً للأسر المنتجة وسوق منتجات النخيل.
تتميز الفيوم بآثارها الفرعونية، ومن أهم المزارات الأثرية الفرعونية بها، منطقة جرزة وطرخان وهرم سيلا الذى يختلف فى تصميمه عن الأهرامات التقليدية، فهو مبنى على مرتفع وله شكل مدرج ويرجع إلى الأسرة الثالثة، وهرم هوارة وهرم اللاهون وقصر اللابرنت؛ هذا إلى جانب الآثار القبطية بالمحافظة، والتى يعد من أشهرها دير رئيس الملائكة غبريال بجبل النقلون ودير سنورس ودير أبو سيفين بقرية فيديمين.
إلى جانب السياحة الأثرية بالفيوم هناك أيضاً السياحة البيئية، حيث التقاء الطبيعة والصحراء، تشكل البيئة الساحلية فى الفيوم عنصر جذب أساسى للسياحة، حيث تشكل المناطق الساحلية نسبة 8% من مساحة أراضيها، وتمتاز بوجود بحيرتين، إحداهما هى بحيرة قارون، وهى واحدة من البحيرات الطبيعية التى تنضم إلى التراث الطبيعى العالمى، والثانية بحيرات وادى الريان الصناعية ثم ترعة بحر يوسف، ولكل بحيرة من هذه البحيرات عبقها الخاص والحياة البرية والنشاط السكانى على ضفتيها وأنواع أسماكها المتميزة.
هنا لا تضيع فرصتك فى ممارسة الرياضات المائية وصيد الأسماك والطيور، فتأتى إليها مجموعة من الطيور المهاجرة كل عام؛ حيث متعة شلالات المياه يكمن سرها فى وادى الريان، إحدى المحميات الطبيعية، ومن أهم الأسماك التى تعيش فيها "البورى والبلطى والبياض والقراميط"، وبالتالى فهناك تتنوع أنواع السياحة ما بين الرياضة المائية على شواطئ البحيرات وحمامات الشمس وصيد الأسماك.
إذا لم تتمكن من الاستمتاع بما سبق من وصف للفيوم، فلديك فرصة أخرى للتعرف على شعب الفيوم الطيب الكريم، هؤلاء الذين ينتمون إلى عدة قبائل عربية، يمتهن أغلبهم الزراعة، حيث تبدو البساطة والرضا على وجوههم وملابسهم وبيوتهم الريفية التى تشعرك بأصالة ودفء الريف المصرى فى صورته الأولى، حيث العلاقات المترابطة والانتماء الكامل للأرض والنيل معاً.